سيدنا ابراهيم تحاور مع هذا الرجل المجرم النمرود و ادعى النمرود كذباً و زوراً أنه يستطيع ان يحيى وأن يميت فاعتبر إطلاق رجلٍ كان فى كان فى سجنه أن هذا إحياء و قتل الآخر و اعتبر أن هذه قدرة على الإماته, قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ فألجمه الخليل الحجه, قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ .
بعد هذه المناظرة يسير الخليل على شاطئ البحر فيجد أن دواب البحر تخرج لتأكل من بقايا موجودة على شاطئ البحر كائنات ميته, و يرى الطيور و هى
تهبط و تأخذ من هذه الرمم ثم تطير مرة أخرى , تدبر الخليل فيما يرى و قال إن هذه التى ماتت ثم صارت فى أجواف كائنات أخرى سوف تموت أيضاً عندئذٍ كما أن الخليل أنعم الله عليه بالخلّه فأراد أن يكتشف القضية ليرى كيفية الإحياء.
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ " قال له ربُّه أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قال الخليل بَلَىٰ أنا قد اّمنت وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ , فأقره رب العباد عز و جل أن يأخذ أربعةً من الطير فيقطعهن إرباً ثم ينثرهنّ على الجبال من حوله ثم يدعو هذه الطيور ليرى ماذا سوف يحدث " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " 260 البقرة.
أولاً: سيدنا إبراهيم قمة فى الادب يختلف عن الطالب الأول الذى طلب فى الآيات التى تسبق هذه الآية العظيمة فى سورة البقرة أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ .
فكأن السائل الأول ليس فى درجة أدب الخليل قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ " لكن الخليل قال مؤدباً لأنه فى قمة الأدب قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ , لم يقل دعنى أرى أو دعنى أشاهد أو أنا أريد أن أشاهد , لا, جعل مسألة الرؤيا مقدرةً بتقدير الله سبحانه و لم يقل كما قال عزير أو الرجل فى الآية السابقة كيف يحيى الله هذه بعد موتها لكن الخليل قال رَبِّ من باب الربوبيه من باب التربية , قال رَبِّ أَرِنِي ِ أى ضع فى قدرتك , إلهيتك غير بشرية محضة حتى أستطيع أن أرى أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ , يقول ربه قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قال بَلَىٰ , الإيمان موجود و لكن الإنسان بعد أن يرى شىء عظيم.
مثال:-عندما قرأ أجدادنا الآية الكريمة "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ “ 88 النمل، الصحابى أقر و لكنه لم ير, لكننا نحن أحفاد الصحابة علمنا علماً يقينياً أن الجبال تتحرك مع الأرض حركةً, هكذا هى قدرة الله سبحانه, فأجدادنا من الصحابة لم يروا هذا و لكنهم أيقنوا و آمنوا, و لكن الإنسان لمّا يرى بعينه و يعقل بعقله و يرى بحواسه يزداد إيماناً "قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ ".
قال له ربه قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ
م ن ق ل